أعطيت العمال إستراحة ساعة للصلاة و الأكل ..
تمشيت فى الموقع أدخن سيجارتى .. لفت أنتباهى هذا التداخل فى أصوات الآلات
الموسيقية .. رأيت الأطفال و هم يعبثون فى الآلات الموسيقية فى تلك القاعة
المفتوحة .. و رأتيها وسطهم تعلمهم كيف يعزفوا على الآلات التى يمسكوها .. كانت
تنطلق من طفل الى طفل كأنها راقصة باليه مشتتة على نغمات متداخلة .. وقفت فى هذة
الزاوية أتفرج عليهم .. فى لحظة سكتوا جميعا و جلسوا حولها ليسمعوا عزفها على
الهارمونيكا .. على رغم من بساطتها و لكنها تطلق نغمات ساحرة .. لا تعرف من اى منبع
جاءت ولا الى اى قلب مع الريح تذهب
يا بشمهندس .. هنكمل باقى اللوح و لو هنشتغل
فى حتة تانية
قطع تأملى عم عبده المشرف على العمال .. دائما
ما تجد من يعمل كالمنبه ليوقظك من احلامك قبل ما تكتمل .. رجعت معه لنستكمل العمل
.. و صوت الموسيقى يتباعد و يتداخل عندى مع اصوات حركة العمال و عملهم ليختفى
الصوت تماما و لكنه استطاع ان يضخ دماء جديدة فى جسدى .
ستذكرك الحياة بانك مازلت انسان .. لا تنكر
هذا .. مازال فى هذا الجسد الميت ما ينبض .
No comments:
Post a Comment